الرئيسية > لويس باستور عالم أحياءٍ
لويس باستور

لويس باستور

لويس باستور – هو واحد من أشهر وأهم علماء الكيمياء الذين تركوا بصمة واضحة في عالم الأمراض والأحياء الدقيقة، فهو يعد أحد مؤسسي علم الأحياء الدقيقة. وقد اشتملت نتائج اكتشافاته على طرق المعالجة والوقاية من بعض الأمراض كداء الكلب والجمرة الخبيثة. إضافة إلى نجاح أبحاثة في تخفيض أعداد الوفيات الناتجة عن بعض الأمراض الأخرى كـ “حمى النفاس”. كما تضمنت تجاربه أيضًا دعمًا للنظرية الجرثومية للمرض، والتي كانت تفترض بأن أمراضًا كثيرة أساسها ميكروبي بحت.

اشتهر باستور من خلال اختراعة لطريقة “البسترة”، وهي طريقة تهدف لإبادة البكتيريا في الأطعمة والأشربة من خلال تعرضها لدرجات حرارة عالية، ثم تبريدها مباشرة بالتتابع حتى لا تتلف الفيتامينات التي بداخلها. كما تضمنت اكتشافاته الأساس الجزيئي للبلورات غير المتماثله.

بداياته

خدمة استقبال وتوصيل من المطارات 

ولد باستور في 27 ديسمبر لعام 1832م، محتلًا الترتيب الثالث بين إخوته، وقد عاش سنوات الأولى وترعرع في بلدة “أربويس” الفرنسية.

لم يكن طفلًا ينتمي لأسرة غنية، بل كانت أسرة العالم الكيميائي من الطبقات الكادحة والتي تمتهن مهنة دباغة الجلود، فوالده هو “جون باستور” الذي عمل كرقيب بجيش نابليون قبل امتهانه الدباغة، ووالدته هي “جان إيتان روكي”.

أما فيما يخص تعليمه وسنواته الدراسية في المراحل الأولى من عمره، فقد كان باستور متوسطًا في مستواه العلمي بين زملائه، لكنه كان بارعًا في الفن والتصوير؛ حتى أن كثيرًا من لوحاته التي رسمها وهو صغير قد تم وضعها في المتحف الخاص بـمعهده بباريس.

أتم باستور تعليمه الجامعي وحصل على درجتين للبكالريوس أحدهما كانت في الآداب عام 1840م، والأخرى كانت في العلوم عام 1842م، وقد حصل على الأخيرة من المدرسة العليا للأساتذة “إيكول نورمال سوبيريور”، ثم أخيرًا حصوله على درجة الدكتوراه عام 1847م، والتي عمل بعدها كمدرس للفيزياء في مدرسة ديجون الفرنسية قبل أن ينتقل للعمل بــ “جامعة ستراسبورج” كمحاضرًا للكيمياء.

حياته الشخصية

خلال عمله كمحاضر بجامعة ستراسبورغ، التقى – باستور – بإبنة رئيس الجامعة والتي كانت تسمى “لوران ماري” وأعجب بها، ثم تم عقد قرانهما في التاسع والعشرين من مايو لعام 1849م، وقد أنجبا خمسة أطفال، لم يعش منهم سوى اثنين في حين توفي الثلاثة الآخرون إثر إصابتهم بحمى التيفوئيد؛ الأمر الذي جعل باستور يفكر مليًا في اكتشاف علاج يقضي على هذا المرض.

حياته العلمية

قام باستور بالعديد من الاكتشافات والإسهامات العلمية المهمة، والتي ساعدت البشرية في التعرف أكثر على ما يعرف بــ “الكائنات الدقيقة”. فمن خلال تجاربه تم إثبات حدوث عملية “التخمر” بسبب نمو الكائنات الدقيقة، وكذلك إثبات أن حدوث النمو البكتيري لا يتم بسبب ما يعرف بــ “التولد الذاتي” وإنما يتم من خلال عملية “التكاثر” أو ما يعرف بــ “النشوء الحيوي”، وفعلًا فإن باستور قد أدرك تلك الحقيقة بعد قيامة بإحدى التجارب التي عرَّض خلالها سائل مغلي موضوع في أوعية لها فلاتر، حيث يسمح بدخول الهواء دون جزيئات الغبار؛ وكانت النتيجة المبهرة هي عدم نمو الكائنات الدقيقة بداخل الوعاء من غير فتحه. وقد أبطلت تلك التجربة نظرية “التولد الذاتي” بالتوازي مع دعمها لنظرية “جرثومية المرض”.

وبالرغم من إجرائه لبعض التجارب التي أثبتت صحة النظرية الجرثومية للمرض، إلا أن باستور لم يكن هو أول من ادعى صحة تلك النظرية، بل سبقه كل من الطبيب والشاعر الإيطالي “جيرولامو فراكاسترو”، وعالم الأحياء الإيطالي “أغوستينو باسي”، بالإضافة إلى كل من الجراح الألماني “فريدريك جوستاف” وغيرهم.

ومن خلال حديثنا عن باستور لابد وأن نذكر إحدى تجاربه التي لاقت صيتًا واسعًا، وكانت سببًا في الوقاية من الأمراض الناتجة عن بكتيريا الغذاء وهي تجربة عملية “البسترة”، والتي أجراها بالتعاون مع “كلود برنار” عام 1862م. وقد تضمنت نتائج تلك التجربة طريقة فعالة للتخلص من البكتريا المتواجدة داخل السوائل – مثل الحليب والنبيذ – دون خسارة الفيتامينات. ومن خلال تجاربه استنتج – باستور – أيضًا بأن الحيوانات الدقيقة كما تصيب المأكولات والمشروبات وتفسدها، فهي أيضًا تصيب البشر وتسبب لهم الأمراض.

وقد اهتم بمعالجة مرض الكوليرا والذي كان يصيب الدواجن، حيث افترض بأن الإصابه بالكوليرا تحدث لأسباب جرثومية، إلا أنه لم يتمكن في واقع الأمر من إثبات فرضيته. وعندما أجرى مساعده شارل شمبرلند عملية الاستنبات على الدواجن، مرضت تلك الدواجن فترة ثم تعافت تمامًا على عكس المتوقع؛ وهو ما جعل باستور يستنتج من ذلك بأن التعافي الذي حدث للدواجن إنما كان بسبب حصولها على مناعة بعد عملية الاستنبات، وبناءً عليه فقد تقدم بطلب  لتنفيذ الطريقة نفسها مع الماشية المصابة بمرض الجمرة الخبيثة؛ الأمر الذي أثار ذلك ضجة واسعة واهتمامًا من قبل العاملين في مجال مكافحة الأمراض.

وفي مايو عام 1881م أجرى باستور تجاربه التي كانت تهدف لانتاج لقاح للجمرة الخبيثة، وبالفعل نجح باستور في انتاج اللقاح من خلال تعريض البكتريا عصوية الشكل للأكسجين باستخدم عامل أكسدة ثاني كرومات البوتاسيوم؛ ليحصل بعدها على براءة اختراع لإنتاجه اللقاح. كما كان – باستور – هو أول من أنتج لقاح لداء الكلب عن طريق تجفيف الأنسجة العصبية المتضررة للأرانب بعد زراعة الفيروس بها.

وفاته

بدأت صحة لويس باستور في التراجع تدريجيًا، حيث تعرض لعدد من السكتات الدماغية منذ عام 1868م، والتي أدت بدورها إلى مضاعفات عديدة استمرت حتى وفاته عام 1895م متأثرًا بتلك المضاعفات. وقد تم دفنه في “كاتدرائية نوتردام” قبل أن يتم نقل رفاته إلى قبو معهد باستور في باريس؛ تخليدًا لإنجازاته التي أفاد بها البشرية.

هنا في سفير باريس نهتم بتوفير جميع الخدمات التي تهم زوار العاصمة الفرنسية؛ ومن هذا المنطلق فنحن نسعى دائمًا لتقديم خدمات سياحية مميزة تبدأ من تأجير سيارة مع سائق خبير بجميع أماكن الجذب السياحي داخل باريس، وحتى تنظيم برامج سياحية يومية شاملة لزيارة جميع معالم المدينة، بالإضافة إلى حرصنا على تقديم معلومات حقيقية وموثوقة عن أكثر مشاهير الفن والسياسة تأثيرًا في التاريخ الفرنسي.

خدمة استقبال وتوصيل من المطارات