شارل ديغول

شارل ديغول

شارل ديغول/ أو تشارلز أندريه جوزيف ماري ديجول – ولد في 22 نوفمبر لعام 1890م بمدينة “ليل” الفرنسية، منتميًا لعائلة مسيحية كاثوليكية متدينة، وقد عمل أبوه كأستاذ للفلسفة والأدب؛ وهو ما أثمر في ديجول شغفه الكبير تجاه الثقافة والعلم. كان ديجول مغرمًا بالحياة العسكرية، حتى كانت أمنيته وهو صغير أن يصبح قائدًا عسكريًا بالجيش الفرنسي؛ الأمر الذي جعله يلتحق – عند بلوغه السن القانوني –  به كجندي صغير، حتى أصبح في نهاية المطاف قائدًا سياسيًا ثم رئيسًا للجمهورية الفرنسية الخامسة منذ عام 1959م وحتى 1969م.

حياته الشخصية

تزوج ديجول من “إيفون فيندروكس” في عام 1921م، وأنجب منها ثلاثة أطفال هما:

الأول: فيليب – ولد عام 1921م وأصبح فيما بعد أميرال وسيناتور فرنسي.

الثانية: إليزابيت – ولدت عام 1924م وتوفيت عام 2013م.

الثالثة: آن – ولدت عام 1928م وتوفيت 1948م.

بدايته العسكرية

التحق ديجول بأكاديمية سان سير العسكرية عام 1909م، ثم تخرج منها وأصبح ملازمًا بفرقة المشاه، والتي كانت حينها تحت قيادة المارشال “فيليب بيتان”.

عرف عن ديجول ذكائه، وفطنته، وعمله الدؤوب، حتى أنه تعرض للإصابة ثلاث مرات أثناء قتاله بــ “معركة فردان” الدموية، ثم تم أسره بعدها من قِبل الجنود الألمان، الأمر الذي أفضى إلى قضائه قرابة العامين وثمانية أشهر داخل السجن كأسير حرب، وقد حاول خلال تلك الفترة الهرب عدة مرات لكنه لم يكن ينجح في ذلك.

ذهب ديجول في زيارة إلى بولندا كأحد أعضاء بعثة عسكرية، وعند عودته إلى فرنسا انشغل بالعمل في مجال التدريس، حيث أكاديمية سان سير تحديدًا، تلك الأكاديمية التي كان قد تخرج منها سابقًا.

وفي المدرسة العليا للحرب قضى ديجول عامان ملتحقًا بدورة تدريبية درس خلالها الاستراتيجيات والتكتيكات الحربية. وفي عام 1925م حاز – ديجول – على إعجاب المارشال بيتان؛ الأمر الذي أدى إلى ترقيته ليصبح نائبًا للمجلس الأعلى للحرب.

بعد ذلك، وخلال الفترة منذ عام 1927م وحتى عام 1929م، خدم ديجول كرائد بالجيش الفرنسي الذي يحتل “راينلاند”، وقد استشعر خلال تلك الفترة الخطر المحتمل للعدوان الألماني بالتوازي مع عدم قدرة الدفاع الفرنسي على صد ذلك العدوان.

وخلال عام 1929م تم إرساله إلى الشرق الأوسط، حيث دولة لينان تحديدًا، والتي كانت حينها خاضعة للوصاية الفرنسية، وقد أقام بها هو وأسرته لمدة عامين قبل رجوعه إلى فرنسا وتكليفه بإعداد مشروع للقانون العسكري، ثم ترقيته إلى رتبة مقدم عام 1933م.

ولم يمضِ سوى عام واحد على ترقيته، حتى قام – ديجول – بنشر كتابه الجديد، والذي كان تحت مسمى “نحو جيش محترف”، حيث دعا من خلاله صانعي القرار بفرنسا إلى إنشاء جيش قوي لا يعتمد كليًا على التجنيد المؤقت، كما دعاهم إلى صب المزيد من الاهتمام على سلاح المدرعات.

 

 

الاجتياح النازي

شارك ديجول عام 1940م في صد العدوان الألماني على بلاده، رافضًا الهدنة التي أجريت بين الجانبين، والتي كان قد تبناها الجنرال فيليب بيتان، وقد استند – ديجول – في ذلك على قناعاته الشخصية بأن فرنسا قد خسرت معركة واحدة إلا أنها لم تخسر الحرب كلها، وهو ما قد عبر عنه عبر خطابه بالإذاعة البريطانية BBC والذي عرف بخطاب 18 يونيو.

استمد ديجول جرأته وشجاعته لإنشاء لواء “القوات الفرنسية الحرة” من مساندة رئيس الوزراء البريطاني “ونستون تشرشل” له، حيث انضمت المستعمرات الفرنسية بالقارة الإفريقية لصفوف الحلفاء، وتم تشكيل مجلس وطني للمقاومة الفرنسية ضم جميع الرافضين للاحتلال النازي.

وفي عام 1944م استطاعت قوات الحلفاء تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، ثم قام ديجول بتكوين حكومة وفاق وطني، إلا أنه فشل في فرض قناعاته التي دعت لتغيير النظام البرلماني، حتى انتهى به الأمر للإستقالة من رئاسة الحكومة عام 1946.

الجمهورية الفرنسية الخامسة

في 14 إبريل لعام 1947م قام ديجول بإنشاء حزبه الذي أسماه “تجمع الشعب الفرنسي”، وقد بلغ عدد أعضائه قرابة الــ 500000 عضو. استمر الحزب متواجدًا في المعترك السياسي لمدة تقارب الثماني سنوات والنصف إلى أن تم حله في 13 سبتمبر لعام 1955م، ترك بعدها – ديجول – السياسة مكرسًا وقته لكتابة مذكراته في بلدته “كولومي لودي زيغليز” الواقعة في الشمال الشرقي للبلاد.

وقد عاد التواجد القوي لديجول على الساحة السياسية الفرنسية عندما بدأت الجمهورية الرابعة في الانهيار، مع إعلان عجزها أمام ثورة الجزائر المسلحة، ليتم بعدها الاستعانة بديجول الذي واجه الأزمة بإقراره دستورًا يفصل بين السلطات، وساعد في تشكيل الحكومة المقبلة للبلاد، حتى أصبح على رأس تلك الحكومة معلنًا نفسه كرئيس للجمهورية الخامسة في يناير لعام 1959م.

بعد قيامه بتأسيس الجمهورية الفرنسية الخامسة، بدأ – ديجول – في تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد، محاولًا الحفاظ على استقلالها بفصلها عن القوتين العظمتين آنذاك (الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي)، بالإضافة إلى المضي قدمًا في تنفيذ البرنامج النووي لتعزيز قوة فرنسا العسكرية.

لم يكن ديجول مترددًا في اتخاذ قرارات اعتبرت من قبل البعض أنها مثيرة للجدل؛ ففي عام 1962م ساعد الجزائرعلى نيل استقلالها، وقد تأتى ذلك بعد مفاوضات عديدة مع الثوار الجزائريين، لكن لم تكن تلك الخطوة لتلقى ترحيبًا شعبيًا واسعًا. كما أعلن – ديجول – معارضة بلاده للاحتلال الصهيوني لبعض البلدان العربية عام 1967م فيما عرف بــ “سياسة فرنسا العربية”.

استقالته

خلال عام 1968م وجد ديجول نفسه وحيدًا في مواجهة أزمة اقتصادية طاحنة عصفت بالبلاد، وخلفت ورائها مئات الآلاف من العاطلين، ناهيك عن أضعاف ذلك العدد ممن يحصلون فقط على الحد الأدنى للأجور.

أُعلن الإضراب في البلاد، وعمت المظاهرات أرجائها؛ وما كان من ديجول سوى المضي نحو مواجهة تلك المظاهرات بمجموعة من القرارات الناعمة التي اشتملت على رفع الحد الأدنى لأجور العاملين بالدولة، ومنح العديد من الامتيازات للعمال في محاولة لاستمالتهم، ثم حل البرلمان.

ومع حلول شهر إبريل لعام 1969م، طرح ديجول العديد من الإصلاحات السياسية على الشعب للاستفتاء عليها، وتعهد بالاستقالة في حال كانت النتيجة في غير صفه، الأمر الذي اعتبره البعض وسيلة لاستمالة الجماهير الغاضبة، إلا أن ديجول قد أوفي بوعده واستقال بعد تصويت الجماهير بأغلبية مطلقة ضد تلك الإصلاحات.

 

الوفاة
توفى شارل ديجول في 9 نوفمبر لعام 1970م في بلدته ” كولوميي لودي زيغليز “، ولم تقام له أية مراسم تشييع بناءً على طلبه في وصيته التي كان قد كتبها.

هنا في سفير باريس نهتم بتوفير جميع الخدمات التي تهم زوار العاصمة الفرنسية؛ ومن هذا المنطلق فنحن نسعى دائمًا لتقديم خدمات سياحية مميزة تبدأ من تأجير سيارة مع سائق خبير بجميع أماكن الجذب السياحي داخل باريس، وحتى تنظيم برامج سياحية يومية شاملة لزيارة جميع معالم المدينة، بالإضافة إلى حرصنا على تقديم معلومات حقيقية وموثوقة عن أكثر مشاهير الفن والسياسة تأثيرًا في التاريخ الفرنسي.

خدمة استقبال وتوصيل من المطارات